تعريف المحاماه

تقييم المستخدم: 0 / 5

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

المحاماة صوت الحق في هذه الأمة ، وفي كل أمة .. هي رسالة ينهض بها المحامون فرسان الحق والكلمة ، ويخوضون فيها الغمار ، ويسبحون ضد التيار .. ! يحملون راية العدل في صدق وأمانة وذمة ووقار .. يناصرون الحق ، ويدرئون الظلم .. يناضل المحامي في القيام بأمانته مناضلة قد تتعرض فيها مصالحه وحريته للخطر وربما حياته نفسها .. !

وسيبقى رائعًا وعظيمًا ومنشودًا ، أن يكون العدل مهجة وضمير وغاية ولسان وقلم القاضي فيما به يحكم ، بيد أنه ليس يكفي المحامي أن يكون العدل مهجته وضميره وغايته ، وإنما عليه أن يكون مفطورًا على النضال من أجله وأن يسترخص كل عناء ومجاهدة وخطر في سبيل الوصول إليه ــ القاضى حسبه أن يقتنع بالعدل فيحكم به ، فالكلمة به صادرة من لسانه وقلبه ، ثم هو محصن بالاستقلال وبالحصانة القضائية وبالمنصة العالية التي إليها يجلس أما المحامى فيخوض غمارًا عليه أن يقف فيه شامخًا منتصبًا رغم أنه بلا حماية ولا حصانة يكافح من أجل الحق الذى ينشده ويستصغر في سبيله مصالحه ويستهين بما قد يصيبه فى شخصه وحريته ، وربما في حياته نفسها ، وتاريخ المحاماة شاهد في كل العصور على ذلك .. !
المحاماة رسالة ، تستمد هذا المعنى الجليل من غايتها ونهجها .. فالمحامي يكرس موهبته وعلمه ومعارفه وقدراته لحماية (الغير) والدفاع عنه .. قد يكفي المهندس أو الطبيب أو الصيدلي أو المحاسب أو المهني بعامة أن يملك العلم والخبرة ، والجد والإخلاص والتفاني ، وعطاؤه مردود إليه .. معنى (الغير) والتصدي لحمايته والدفاع عنه ليس حاضرًا في ذهن المهني أو الحرفى ، ولكنه كل معنى المحاماة وصفحة وعي المحامى .. الداعية الديني ــ مسلمًا كان أو مسيحيًا ــ يجلس إلى جمهور المتلقين المحبين المقبلين الراغبين في الاستماع إليه ، لا يقاومون الداعية ولا يناهضونه ولا يناصبونه عداء ولا منافسة ، أما المحامي فإنه يؤدي رسالته في ظروف غير مواتية ، ما بين خصم يناوئه ، و رول مزحوم قد يدفع إلى العجلة أو ضيق الصدر ، ومتلقى نادرًا ما يحب سماعه وغالبًا ما يضيق به وقد يصادر عليه ويرى أنه يستغني بعلمه عن الاستماع إليه !! لذلك كانت المحاماة رسالة ، الكلمة والحجة أداتها والفروسية خلقها وسجيتها...
يستطيع المهني أن يؤدي مهمته متى دان له العلم والخبرة بتخصصه ــ بالطب إذا كان طبيبًا فذلك يكفيه للتشخيص وتحديد العلاج ، وبالهندسة إذا كان مهندسًا فذلك يكفيه لإفراغ التصميم ومتابعة التنفيذ ــ وهكذا ، أما المحامي ــ فلا يكفيه العلم بالقانون وفروعه ، ولا تكفيه الموهبة ــ وهي شرط لازم ، وإنما يتوجب عليه أن يكون موسوعي الثقافة والمعرفة ، لأن رسالته قائمة على (الإقناع) ، يتغيا به التأثير في وجدان ، والوصول إلى غاية معقودة بعقل وفهم وضمير سواه ، وهذه الغاية حصاد ما توفره الموهبة ويدلي به العلم وتضافره الثقافة والمعرفة – مجدول ذلك كله في عبارة مسبوكة وشحنة محسوبة لإقناع المتلقي. وما لم يصل المحامي إلى هذا الإقناع ، فإن مهمته تخفق في الوصول إلى غايتها .. لذلك في المحامي لا يمكن أن يكون من الأوساط أو الخاملين ، وإنما هو شعلة نابهة متوقدة متيقظة ، موهوبة ملهمة ، مزودة بزاد من العلوم والمعارف لا ينفد ، مستعدة على الدوام لخوض الصعب وتحقيق الغاية مهما بذلت في سبيلها ما دامت تستهدف الحق والعدل والإنصاف.
ولذلك فإن فروسية الكلمة ، ليست محض رصف لحروف ، أو عبارات ، ولا هي محض مباهاة أو طنطنة .. لا تتحقق للكلمة هذه الفروسية ما لم تكن تعبيرًا عن حاصل واقع وقائم في وجدان وحناياه ملقيها ، مقرونًا باستعداد للبذل والنضال والكفاح من أجل تحقيق معانيها : في عالم الواقع لا في عالم الخيال ، فى عالم الفعل لا في عالم التفاخر والتباهي والتيه بالكلمات بغض النظر عن قيمتها وما تترجم عنه في عالم الواقع والفعل والعمل والسلوك .. لم يكن النبى ــ عليه السلام ــ فارسًا للكلمة لمجرد أنه يقول : ( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب) ــ ولا لمجرد أنه قال لعمه أبي طالب في شأن كبار قريش الذين جاءوا يساومونه على دينه ويعرضون عليه العروض ليصرف النظر عما يدعو إليه ، فقال : والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ــ ما تركته !. ( .. ولم يكن عليه السلام فارسًا للكلمة لمجرد أن ختم دعاؤه الشهير بالطائف قائلاً في مناجاته لربه : ( إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي ! ) .. وإنما كان محمد المصطفى فارسًا للكلمة لأنه كان يعني ما يقول ، ولأنه ترجم الكلمات إلى واقع احتمل فيه العذاب والتنكيل والإساءة و الإهانة والإيذاء .. جاهد ما وسعته و فوق ما تسعه طاقة أشداء المجاهدين ، واحتمل جمرات قذائف وطعنات الكفار والمشركين ، ولم يضق بما كان فيه من مكابدة ونصب ، بل مضى لأداء رسالته يحول الكلمات إلى واقع غيّر وجه الحياة وحمل النور والضياء إلى الإنسانية عبر المكان والزمان !!
المحاماة رسالة الحق ونصيره وصوته ، والمحامون هم فرسان هذه الرسالة ، الحاملون لأمانتها ، الناهضون بها ، الباذلون بصدق وأمانة ومضاء وإخلاص في محرابها .. يحتضنون فى ضمائرهم أوجاع وآلام وهموم الناس ، يخوضون الغمار ويجتازون الصعاب للقيام برسالتهم النبيلة .. قوامها الحجة والبيان والبرهان ، ورايتها الحق والعدل والحرية.
هذه الرسالة الضخمة ، تستلزم أن يتوفر للمحامى وللمحاماة الحصانة والحماية الكافية ، حصانة المحامي وحمايته في أداء رسالته وحمل أمانته ، هي حصانة وحماية للعدالة ذاتها ، لأن النهوض بها عبء جسيم ، يجب أن يتوفر لحملة رايتها ما يقدرون به أن يؤدوا الرسالة في أمان بلا وجل ولا خوف ولا إعاقة ولا مصادرة !!
ومع أن المدونة التشريعية المصرية ، لا تزال إلى الآن دون المستوى المطلوب في حماية المحامي والمحاماة ، فإن علينا أن نقر بأن كثيرين منا لا يلتفتون ــ بالقدر الكافى ــ لما حملته المدونة التشريعية من عناصر يتعين على المحامين ، وعلى النقابة ــ أن يلموا بها وأن يتمسكوا بإعمالها إلى أن ترتفع المدونات ومعها الحماية إلى المستوى الذي تنشده المحاماة والمحامون . هذا ويمكننا أن ستخلص من المدونات التشريعية الحالية بعض الخطوط العريضة التي نأمل أن تزداد عراضة واتساعًا وعمقًا.
ولقد نص قانون المحاماة رقم 17 لسنة 1983 ، وتعديلاته بالقانون رقم 197 لسنة 2008 على العديد من الحقوق والضمانات التي تكفل للمحامي ممارسة مهنته بحرية تامة ، وفى المقابل نص على العديد من الواجبات التي تقع على عاتق المحامى لضمان ممارسة مهنة المحاماة .
وحيث أنه قد ورد بالمادة الاولى من قانون المحاماة 17/1983 ــ أن المحاماة مهنة حرة تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة وفي تأكيد سيادة القانون وفي كفالة حق الدفاع عن حقوق المواطنين وحرياتهم.
كما ورد بها أيضا ، أن مهنة المحاماة يمارسها المحامون وحدهم فى استقلال لا سلطان عليهم في ذلك إلا ضمائرهم وأحكام القانون.

بيانات التواصل

  • الهاتف: 01006677670
  • البريد : Info@zekryfirm.com
  • مقر العمل :الجيزة ١٦شارع مراد الدور الثالث شقة ١١
  • مقر العمل :بنها ش حمزة المتفرع من شارع الكوبرى

مكتب الاستاذ وائل ذكرى هو أحد أهم المؤسسات القانونية المتكاملة الخدمات الرائدة في جمهوريه مصر العربية حيث يقدم الحلول القانونية لجميع العملاء في القضايا والمسائل القانونية

 

No event in the calendar
2024 May
السبت الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31